Admin
Admin
عدد المشاركات : 49 تاريخ التسجيل : 17/09/2010
| موضوع: سلسلة مقتطفات من الكتب(النظرية الاجتماعية) للكاتب إيان كريب السبت نوفمبر 27, 2010 9:05 pm | |
| سلسلة مقتطفات من الكتب
مقتطفات من كتاب النظرية الاجتماعية للكاتب إيان كريب
--------------------------------- حالما نبدأ بالتفكير في شيء ما يحدث لنا ونحاول تفسيره , شيء لا نملك القدرة على التحكم فيه فإننا نكون قد بدأنا التفكير نظريا. أما إذا حدث شيء لنا سيطرة عليه فلا يكون هناك داع للتفسير ذلك أن هذا الشيء قد حدث لأنني أرغب أن يقع وبذلت جهدا كي يقع ------------- »الأبوية « وهو نموذج من التنظيم الاجتماعي يتم فيه اضطهاد المرأة بانتظام من قبل الرجل ------------------ إن الإنسان لايراقب فعله فقط (أي يعرف ما يفعل) لكنه أيضا يراقب ما يراقب أي أنه يستطيع أن يفكر فيما يعرف أنه يفعله ويُقَوّم ذلك ويحكم عليه ويختار. وفي هذه الناحية يختلف الإنسان عن المجتمعات التي هي عبارة عن بنى من العلاقات الاجتماعية ---------------- أن معظمنا قد أقام علاقة حميمة ما فتئت أن فترت لفترة من الزمن أو انقطعت تماما سواء أكانت تلك العلاقة مع أحد الوالدين أو مع صديق أو حبيب. ونحن نستطيع أن نرى ظاهر هذه العلاقات: المجادلات المريرة والبرم الشديد أو الشعور بالتعاسة والامتعاض أو حتى باليأس. لكن بعد التروي إن كان بمقدورنا ذلك أو بعد مدة حينما تكون المشاعر قد هدأت نستطيع أن نقر بأن ما حدث لم يكن خطأ أي منا بل الخطأ يكمن في طبيعة العلاقة ذاتها ربما كان مرجع ذلك عدم التكافؤ أو بعض الأخطاء التي تكتنف علاقة الطرفين. وقد تكون »الآلية السببية « الكامنة في العلاقة بين القلق الذي أشعر به حيال فحولتي وبين غضب زوجتي المكبوت هي التي ستؤدي في ظروف معينة إلى جدل عنيف حول من يطعم القطة... مثلا. ----------------- يجب أن نتذكر دائما أننا نعيش في عالم لا يعطينا إجابات نهائية وقطعية --------------- المبادىء ذات وجود يتجاوز وجود الأفراد. فهي تشكل »الضمير الجماعي « الذي تجري تنشئة الأفراد تحت ظله ------------- الموضوعات الأساسية عند بارسونز. فهو أولا يرى الحياة الاجتماعية من خلال أفكار البشر خاصة من خلال معاييرهم وقيمهم. فالمعايير هي تلك القواعد المقبولة اجتماعيا التي يستخدمها البشر في تقرير أفعالهم; أما القيم فأفضل وصف لها هو أنها ما يعتقده البشر عما يجب أن تكون عليه الحياة وهي أيضا لها تأثير في تحديد أفعال البشر ---------------- يقول توماس هوبز بأن البشر في »فطرتهم « أنانيون تماما وأن ذلك يفضي إلى حرب الجميع ضد الجميع الأمر الذي يقتضي وجود التنظيم الاجتماعي لتشذيب تلك النزعة الطبيعية وضبطها ------------- كل نسق يُسيره ذلك النسق الفرعي الذي هو أقوى في المعلومات وأضعف في الطاقة ------------ ولثقافات الشباب الفرعية في هذا السياق وظائف هدّامة وتقدّمية على حدّ سواء. فهي من ناحية يمكن أن تكون ثقافات متمردة رافضة للقيم التقليدية وللنسق المركزي للقيم دون أن تطرح في مكانها بديلا. وهي أيضا يمكن أن تكون أداة تطوّر النسق التقليدي للقيم وتحدّثه وأن تؤسس قيما جديدة وتقدم الدعم الاجتماعي للفرد في الفترة الطويلة التي يشبّ فيها الفرد عن نطاق عائلته دون أن يكون مستعدّا لإنشاء عائلة خاصة به. وغالبية ثقافات الشباب الفرعية تضم في حقيقة الأمر هذين الجانبين وكلاهما يتضمن بذور الصراع في ثناياه. -------------- العالم الحديث: فهو عالم حكم فيه على الإنسان أن يعيش في مجتمعات أكبر وأكبر وأن يمرَّ بعملية تمايز مستمرة وأن يتصرَّف تصرُّفا عقلانيا لا توجّهه إلاّ أشد القيم والمعايير عمومية. ولا تفسّر محاولة إيجاد هوية خاصة للفرد والمجتمع في هذا الإطار ظاهرة ثقافة الشباب وحدها ------------- صنف ماكس فيبر الفعل بين أشكال أربعة هي : الفعل التقليدي والفعل العاطفي والفعل الموجه نحو غاية عليا والفعل ا لموجه نحو هدف عملي دنيوي. والفعل الأخير وحده هو الفعل العقلاني بأوفى معانيه ---------------------- لما كانت القاعدة هي أن الرجال ينالون أجرا أعلى في السوق فإنه من المنطقي في حالتهم أن يخصصوا معظم طاقتهم لعمل السوق وليس للعمل ا لمنزلي بينما العكس هو الصحيح في حالة المرأة -------------------- إمكانية تحقيق المرأة دخلا أعلى تعتبر سببا في زيادة معدلات الطلاق لأن من غير المعقول لها أن تختار دورا تقليديا بينما تتوافر أدوار أخرى. -------------- فلو لم تكن مواردنا محدودة لَمَا كنا بحاجة إلى اختيار كيفية استخدامها - ألن كارلنج - ------------ وأظن أن الكثيرين ممن يساورهم القلق حول أنانية سلوك محبيهم قد لا يدركون كثيرا من الأفعال التي تنم في ظاهرها عن الكرم والتفاني إنما هي في حقيقتها أفعال للحصول على المنفعة الشخصية ------------ فنحن نجد أنفسنا في مواضع محددة سلفا وهذه الأوضاع تستدعي أفعالا معينة ------------ هذا النمط يعالج الفعل على أنه في جزئه الأكبر نتيجة للنوايا التي هي ذاتها نتاج لحقيبة (أو مجموعة ) من المعتقدات والرغبات التي يحملها الفاعل معه من موقف إلى آخر. ويقوم الفاعلون بالتفتيش في حقائبهم بحثا عن تلك المعتقدات والرغبات التي تبدو أنها ذات صلة بموقف معين من مواقفهم ويستخدمونها لتحديد مسارات أفعالهم وللاختيار فيما بينها. ويتغير مضمون الحقيبة في هذا النموذج من وقت لآخر بيد هذا ا لمضمون يعتبر ثابتا نسبيا في أي لحظة ينظر فيها إليه ------------------ فالأدوار (أي التوقعات التي تكون لدى الآخرين عن سلوكنا في ظروف معينة ) هي بمنزلة نصوص نقوم بتمثيلها ------------------ وعملية التصنع أو »التحكم في الانطباعات « impression management تقع باستمرار في حياتنا كما لو كنا جميعا نعمل مندوبي إعلانات لذواتنا. ونحن نستخدم محيطنا المادي مجالا للتمثيل تاركين مساحات للخلوة »وراء الكواليس « نلوذ إليها طلبا للراحة من عناء التمثيل ---------------- الظاهراتية هي أن العالم الذي نعيش فيه عالم مصنوع في وعينا أو في رؤوسنا. وغني عن القول إن من السخف نكران وجود العالم الخارجي لكن الفكرة هي أن العالم الخارجي لا معنى له إلاّ من خلال وعينا به - إدموند هوسرل - --------------- أننا نبني معرفتنا بالعالم الاجتماعي من فيض أساسي من التجارب ا لمضطربة التي لا معنى لها. ونحن نفعل ذلك بعملية »تنميط « وذلك بتصنيف الخبرات والتجارب على أساس التشابه. وعلى هذا الأساس ألاحظ في تيار خبراتي أن أشياء معينة تشترك في خصائص محددة كأن تتحرك مثلا من مكان لآخر بينما يبقى محيطها ثابتا. وهذا التصنيف يعطيني أكثر التصنيفات تجريدا »للكائنات الحية «; ثم ألاحظ بين تلك الأشياء المتحركة أن بعضها يصدر أصواتا متشابهة تكون من نوع أنا قادر على إصداره أيضا; بهذه العملية أفصل »غيري من الناس « وأميّزهم عن بقية »الكائنات الحية «. ثم أقوم بعد ذلك بالتمييز بين أصناف عدة من هؤلاء الناس: السود والبيض النساء والرجال. أخيرا أحدد تلك السمات التي تميز أناسا بعينهم: أمي صديقي. وبهذه الطريقة نشيد ما يدعوه شوتز »سياقات ا لمعنى « وهي مجموعة من المعايير التي ننظم بواسطتها مدركاتنا الحسية ونحوّلها إلى عالم ذي معنى وإلى ذخيرة من المعرفة وهي ليست ذخيرة من المعرفة عن العالم بقدر ما هي العالم ذاته. وهكذا يصبح الفعل والفعل الاجتماعي أمرين يحددان في الوعي: وينصب اهتمامنا على أفعال الوعي وليس على الفعل في العالم والعالم الاجتماعي هو شيء نخلقه سويا. "ألفرد شوتز Alfred Scutz" ------------------- أساس عالمنا الاجتماعي: معرفة مسلّم بها نكتسبها بالسليقة. وكل واحد منا ينظم هذه المعرفة على أساس ما هو قائم هنا الآن أي على أساس ما نفعله في زمان ومكان معين --------------- الإحساس بأن العالم باق على ما هو عليه هو ومن فيه من بشر دون تغيير كبير مع مرور اللحظات والأيام. والمعرفة الضمنية لكيفية المضي قدما في الحياة والاستمرار فيها وهي معرفة بالغة الأهمية يتم تعلمها أثناء عملية التنشئة الاجتماعية عبر المنهج الباطن ----------------------- فنحن حقا مقيدون دائما بأفكارنا وهي تمنعنا من الخوض في أمور معينة بل ربما أرغمتنا على قول ما لا نعنيه بالضبط وكلنا نخوض صراعا دائما مع أفكارنا لكن ذلك لا يعني بالضرورة أن أفكارنا أو بالأحرى بُناها الكامنة تحيلنا إلى دمى. فما زال للاختيارات والمقاصد والأهداف والقيم دور تؤديه في تشكيل أفعالنا وهي جميعا بحاجة إلى فهم وليست مقدَّرة علينا تماما. --------------- فما يحدث حقا هو أن البنى الاجتماعية الكامنة هي التي تحدد أفعالنا وتعمل من خلالها وأن أفعالنا تعمل على إعادة إنتاج البُنى وإدامتها أو أحيانا على تحويلها عن طريق الثورة. فالبشر بناء على هذا الرأي يضحون دُمًى للبنية الاجتماعية وهذه البنية بدورها تصبح نوعا من الآلة ذات الحركة الدائمة. ---------------- فلو اعتبرنا أنفسنا صنائع للبنى الاجتماعية فكيف يكون بمقدورنا أن نغير تلك البنى ؟ وهذا الإشكال سيواجهنا دوما -------------- إن »موت الذات « شعار وثيق الارتباط بالبنيوية. والذات تعني ما دعوته بالفاعل والفعل والأشخاص. والفكرة التي يهاجمها البنيويون هنا هي أن البشر هم الذين يؤلفون أفكارهم وأفعالهم. ويفترض البنيويون بدلا من ذلك تصورا مفاده أن البشر هم صَنَائِع لأفكارهم وأن أفعالهم لا تتحدد بواسطة اختياراتهم وقراراتهم بل هي نتيجة للبنية الكامنة في أفكارهم أي في منطق تلك الأفكار. فلو كنت مسيحيا متدينا مثلا فإنني لا أتكلم عن المسيحية بل المسيحية هي التي تتكلم من خلالي. ويغالي بعض البنيويين إلى حد القول بأن البشر لا يَتَحدثون بل يُتَحدَّثون (بواسطة البنية الكامنة في اللغة ) وبأنهم لا يقرأون كتبا بل يُقرأون بواسطة الكتب وأنهم لا يخلقون المجتمعات بل المجتمعات تخلقهم. ---------------- 1 الإقطاعية: هنا يكون غير العامل هو الإقطاعي بينما يكون العامل هو الفلاح والإقطاعي هو الذي يمتلك الأرض فعليا (على الرغم من أنه لا يستطيع التصرف فيها وفقا لإرادته لأن الأرض من الناحية النظرية هي في عهدته من ا لملك وهو بدوره أوكله بها الله). أما العائلة التي تشتغل بالفلاحة فتسيطر على قطعة الأرض التي بحوزتها بمعنى أنها تختار متى تعمل وماذا تزرع وما إلى ذلك. وليس هذا بالأمر ا لمهم لأن ما نتحدث عنه إ نما هو اقتصاد الكفاف الذي لا يتطلب عددا كبيرا من المحاصيل المحتاجة إلى جهد الفلاح طوال ساعات النهار. 2 الرأسمالية: هنا يكون غير العامل هو مالك المصنع والعامل هو الذي يعمل فيه و يمتلك غير العامل وسائل الإنتاج ويسيطر عليها والمالك هو الذي يقرر ماذا ينتج ومتى إلخ. 3 النمط الإنتاجي الانتقالي: وهو نمط يقع بين الرأسمالية والإقطاعية وكثيرا ما يشار إليه باعتباره مرحلة »الإنتاج ا لمنزلي «. وهذا هو الشكل الذي اتخذته صناعة النسيج أثناء الثورة الصناعية في بريطانيا. ويظل العامل وعائلته يسيطران على قطعة الأرض وعلى العمل فيها بيد أن لهما دخلا إضافيا يأتيهما من إنتاج البضائع بواسطة الآلة التي يمتلكانها ويحتفظان بها في ا لمنزل (كالنَّوْل مثلا). ولهذا فإن العامل هنا يمتلك وسيلة الإنتاج. أما غير العامل فهو عادة تاجر يشتري المواد الخام وينقلها لعماله ويأخذ المنتج النهائي. وفي هذه الحالة يكون غير العامل هو الذي يسيطر على استعمال وسائل الإنتاج. وتظهر الرأسمالية والإنتاج ا لمصنعي بشكليهما المعهودين متى ما انتقلت الآلات لتتمركز في مكان واحد. 4 الاشتراكية: هنا يمتلك العامل وسائل الإنتاج ويسيطر عليها عبر شكل موسَّع من أشكال ديمقراطية المشاركة. ----------------------------- إن الطبقات الاجتماعية لا تتحدَّد فقط بالبنية الاقتصادية بل بالبنية السياسية والأيديولوجية كذلك. ------------------ أن هذا الشعور المتخيل بالذاتية إنما يتأتى بفعل الأجهزة الأيديولوجية. فهذه الأجهزة قائمة قبل أن يولد الشخص. وهي التي ترسم مسار حياتنا فنحن نولد وأدوارنا تنتظرنا في العائلة والمدرسة والعمل وما إلى ذلك. ----------------- أن المرء لا يؤمن بالله أولا ثم يصلّي بل يصلي ثم يؤمن بالله من خلال الصلاة -------------- أن العالم إ نما هو من صنع أفكارنا. ----------------- فلئن كنا اعتدنا على اعتبار المعرفة أداة تمنحنا القوة لفعل أشياء لم يكن باستطاعتنا القيام بها من دونها فإن فوكو يرى أن المعرفة هي في ذاتها قوة نمارسها على الآخرين لتحديد الآخرين. أي أن القوة ما عادت أداة للتحرير وأضحت أداة للاستعباد. ------------------ ومن يمتلك المعرفة يمتلك القوة ------------------- أن المجتمع الحديث قد تطور من محاكاة الشيء الحقيقي (كما في عصر النهضة ) إلى إعادة إنتاج ذلك الشيء (كما في رأسمالية الاستهلاك ) ليعود مرة أخرى ليحاكي عمليات المحاكاة (كما في مجتمع ما بعد الحداثة). وهذه الصورة تعني أننا قد فقدنا كل صلة بالعالم الأصلي والعقاب الذي سنلقاه بانتظارنا هو ما نشهده من كوارث طبيعية وانتشار مرض الإيدز أو أي شيء لا يعجب بودرييار. وهو يطلق على تلك الآراء نظرية الهلاك Fatal teory ------------ يعزو هارفي التغيرات الاقتصادية والثقافية إلى كونها استجابة لأزمات الرأسمالية التقليدية أزمة زيادة الإنتاج أو ما يدعوه بأزمة التكديس المفرط التي ينظر إليها حسب النظرية الماركسية باعتبارها وليدة للتناقض القائم بين قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج. ويفسّر هذه الاستجابة بالتغير الحاصل في بنية رأس المال حيث أخذ رأس المال المخصص للتمويل وهو أكثر مرونة من رأس المال المخصص للصناعة يلعب دورا مهيمنا وحيث انتقل نظام الإنتاج من نمط ما يعرف بالفوردية إلى نمط جديد وهو ما بعد الفوردية. ويتضمن التكديس فيما يقول هارفي مرحلة محمومة من ضغط عنصري المكان والزمان كما يتضمن إنتاجا لدفعات من الكميات الصغيرة ومعدلا سريعا لتدوير رأس ا لمال وتسريعا للعمل وتغيرا متسارعا في ما يعرض من موضات في أسواق السلع الجماهيرية والانتقال من التركيز على إنتاج البضائع الاستهلاكية إلى التركيز على توفير الخدمات الاستهلاكية التي »تُستَنفد « في الحال إلى غير ذلك. وكل هذه التطورات تجعل من عالمنا عالما تتغير فيه الأشياء بصورة سريعة وتبدو زائلة. وفي الوقت ذاته حطمت وسائل الاتصال الحديثة الحواجز المكانية وأصبح من المهم للأماكن وهي المواقع الجغرافية الفعلية أن تُميّز نفسها عن غيرها حسب رأي هارفي من أجل أن تكون مكانا يجذب الاستثمار. فكانت نتيجة هذه العملية هي التفتيت وعدم الأمان والتطور ا لمتقلب سريع الزوال في اقتصاد عا لمي مترابط ترابطا شديدا يقوم على انتقال رؤوس الأموال ------------------ أقول كيف يحيا هؤلاء البشر في مجتمعات تنظر إلى العالم في بعض الأحيان وربما في كثير منها على اعتباره عالما مجنونا يتسارع فيه التغير وتنعدم فيه الثقة بالأشياء. ولعل هذا الشعور هو شعور كل الأجيال منذ بداية عصر التصنيع ور بما قبل ذلك العصر لكن لا شك أن سرعة التغير آخذة بالتسارع فيما يبدو -------------- فنحن دوما تتقاذفنا و تمزقنا إربا تلك القوى- رغباته اللاشعورية وبالوسائل المتناقضة لإدراك الحياة وأنه موضوع بين »خطابات « مستقلة عنه.- التي لا قِبل لنا بها; فهي تحدّنا وفي بعض الأحيان تدفعنا باتجاهات لا نرغب في الاتجاه نحوها. بيد أننا في نفس الوقت في صراع مستمر معها للسيطرة عليها; ولعل غاية ما نصبو إليه هو أن نركب تلك القوى من دون أن نسقط وتسحقنا بأقدامها. --------------------- تفترض نظرية ماركس في الاغتراب وجود سمات معينة للحياة الإنسانية تميزها عن الحياة الحيوانية. والسمة الأساسية هي أن بمقدور البشر تغيير بيئتهم; فقد غيروا وجه الأرض بطريقة منظمة ومستمرة في حين أن حيوان الكنغر على سبيل المثال ظل يتبع نفس دورة الحياة اليومية من قرن إلى آخر ولم يكن له مثل التأثير الذي خلَّفه الإنسان. وعملية تحويل البيئة هذه جهد جماعي; فهي تقتضي من البشر العمل في جماعات وفي أثناء تحويلهم لبيئتهم فإنهم تلقائيا يُحولون أنفسهم أيضا. وكما أن البشر يغيرون بيئتهم الاجتماعية فإنهم لابد كذلك أن يغيروا من أنفسهم أيضا. فسكان المجتمع الصناعي بشر يختلفون عن أولئك الذين ينتمون إلى المجتمع ما قبل الصناعي وَتُطَوّر قيادة السيارة مثلا مجموعة مختلفة من الصفات عن تلك التي يطورها ركوب الخيل. خلاصة القول: إن البشر يخلقون مجتمعاتهم ومجتمعاتهم تخلقهم أيضا. ويحدث الاغتراب بشكل عام حينما تسيطر على الإنسان البيئة الاجتماعية أو البنى الاجتماعية التي خلقها هو بيده. --------------------- الاغتراب إذن حالة يصبح فيها البشر دُمَى للنظم الاجتماعية التي صنَعوها هُم بأيديهم -------------- وأحد العوامل التي تمكن الإنسان من تحويل بيئته هو امتلاكه وعيا عقلانيا عن العالم --------------- أفضل تعريف للتشيُّؤ هو تحوّل الصفات الإنسانية إلى أشياء جامدة واتخاذها لوجود مستقل واكتسابها لصفات غامضة غير إنسانية. وهذه الفكرة تشكل نقدا أخلاقيا قويا للنظام الرأسمالي يجعله نظاما يُحول البشر إلى أشياء يمكن أن تباع وتشترى. والمثال المفضّل هنا هو علاقة الزواج حيث يقوم الزوج بشراء المتعة الجنسية والخدمات الأخرى من المرأة مقابل إعالتها فوق مستوى سدّ الرمق عادة ولكن دون الوصول إلى مستوى الرخاء ورغد العيش. وقد يمكن القول إن قيمتها تعتمد على جاذبيتها وعلى طاعتها وقدرتها على الطهي أو على الثروة التي سترثها من أبيها. وبا لمثل فأنا أبيع نفسي سلعة إلى صاحب عملي. -------------- لقد رأت هذه الاتجاهات أن البشر في المجتمعات الصناعية الحديثة هم إما أفراد معزولون أو كتلة بشرية هائلة ليس للأفراد فيها من هوية وفي كلا الحالين فإن كل ما هو خير في الحياة الفردية قد ولى واختفى. والمجتمع الحديث حسب هؤلاء هو صحراء روحية تختفي فيها كل ا لمعاني السامية المرتبطة بالحياة والناس فيها يعيشون خواء روحيا في عالم لا يستطيعون فهمه. وهذه الأفكار تطل علينا بأشكال مختلفة في أعمال الشخصيات ا لمؤسسة لعلم الاجتماع في مفهوم الاغتراب عند ماركس ------------ إن السواد الأعظم من الناس لا يشغلون أنفسهم كثيرا بالتفكير في الفلسفة في مجرى حياتهم اليومية أما أولئك الذين يفعلون ذلك فكثيرا ما يرون فيه سبيلا للتفكير في معاني حياتنا أو الحياة بصورة عامة ومعرفة موقعنا في هذا العالم. ويرون فيها طريقة للعيش وطريقة للتناغم مع الحياة والطبيعة. ويعتقد هؤلاء أن ثمة إمكانية حقيقية لإقامة عالم متناسق تسوده الحقيقة بأبهى صورها ---------------- أن المجتمع القائم هو مجتمع لاعقلاني أو قمعي وذلك لأنه يسلب أو يدمر السمتين الأساسيتين للحياة الإنسانية وهما: قدرة الإنسان على تحويل بيئته وقدرته على القيام باختيارات عقلانية جماعية تتعلق بحياتنا جميعا ------------------ أن الكائن البشري له قدرات وإمكانيات معينة سُلبت منه في المجتمع الحديث. ولقد بات من المتفق عليه اعتبار أعلى أشكال الثقافة المتمثلة بالفن والأدب وا لموسيقى نتاجا لقدراتنا البشرية وفي نفس الوقت نقدا لمجتمعنا الحالي على الرغم من أن عمل هذه الوظيفة يتغير من حقبة تاريخية إلى أخرى. ------------------ فتحولت المطالبة بالمساواة إلى المطالبة بحق ا لمرأة في السعي إلى الاستقلال بحياتها المهنية كما يفعل الرجل مما اقتضاها التركيز على قدراتها التنافسية سعيا وراء النجاح وبالتالي التخلي عن أكثر الصفات الإنسانية التصاقا بها ---------------- إن أي نسق اجتماعي يستبعد القدرات الإنسانية الأساسية يخلق شعورا بعدم الأمان. والشعور بأننا نملك قوة لا يمكننا استخدامها هو شعور مدمر. لذا فقد هُيئت الثقافة العامة لإنتاج شعور بديل هو في حقيقته شعور زائف بالأمان والاستقرار وهو شعور فعال رغم زيفه. ويتم خلق ذلك الشعور الزائف بطريقتين: بتوحيد المواصفات القياسية لمنتجات الثقافة حيث تحاول وسائل الثقافة الشعبية جميعها من التمثيليات التلفزيونية العاطفية إلى أغاني الشباب المتداولة إلى النشاطات الرياضية تحاول جميعا كل بطريقتها الخاصة التركيز على بث الدعة والاطمئنان. ولهذا تتشابه الحبكات والأنغام والإيقاعات وأدوار اللعب في أسسها الأولية بحيث يمكن وضع بعضها موضع البعض الآخر وفي الوقت ذاته تبدو على هذه ا لمنتجات ا لمتشابهة (النمطية ) مسحة فردية زائفة بحيث تترك انطباعا بحرية الاختيار وبأنها تعبر عن معان فردية. وعلى هذه الشاكلة يمكننا التجادل إلى ما شاء الله عن أي الأغاني الشعبية أفضل أو عن أحسن فريق كرة قدم أي نتجادل ونختلف على فروقات واختلافات مصطنعة دون أن نعلم أننا نكتسب إحساسا زائفا بالأمان بفعل التشابه الكامن بين هذه الأشياء ------------------- يقول برجي الشخصي في جريدة صنداي إكسبرس اللندنية يوم 3 أكتوبر 1982 ما يلي: »يوم الاثنين على وجه الخصوص يوم جيد لمحاولة تجريب أفكار جديدة أو لتسوية أمور إدارية عالقة وسينتهي الأسبوع على خير ما يرام أيضا «. إذن أنا لدي شيء أتطلع إليه. أنا شخص مبدع أتعامل مع العاملين في دنيا الإدارة وسينتهي الأسبوع نهاية جيدة. التطمين هنا واضح وجلي وهو الجانب الأقل أهمية. أما الجانب الأكثر أهمية فإنه يكمن في أن برجي لا يطمئنني فقط بأن كل شيء سيكون على ما يرام بل يوحي أيضا بأن هذا الوضع الجيد إ نما هو من صنع يدي برغم أنه شيء كتبته النجوم. فأنا مبدع وعندي أفكار جديدة ولي قدره على تسوية الأمور الإدارية العالقة -أدورنو في مقال فذّ بعنوان »هبوط النجوم إلى الأرض 1975 « ------------------- وبتطور الرأسمالية إلى نظام يقوم على وجود شركات عملاقة ووجود دولة مركزية قوية يتضعضع دور العائلة وقوة الأب سواء داخل العائلة أو خارجها. وقد بات تضاؤل دور العائلة معروفا وموثَّقا: فقد استولت الدولة على وظائف كثيرة من وظائفها من خلال نظام التعليم بالدرجة الأولى ثم إن العائلة أيضا فقدت وظيفتها الإنتاجية حيث حلت ا لمصانع محلها إلخ. وأصبح الأب ملحقا بالآلة يعمل طوال النهار بعيدا عن البيت والعائلة الأمر الذي أدى إلى فقدانه السلطة شيئا فشيئا فلم يعد قادرا على الفصل حتى في تلك المسائل التي مازال الفصل فيها ممكنا أقصد ا لمسائل العائلية التي أخذ يضيق مجالها. وما يزيد الأب الغائب عن البيت ضعفا هو أن ابنه أصبح يجد قواعد أخرى يشعر بالانتماء إليها في ا لمدرسة فضلا عن استقلاله الاقتصادي المبكر عن العائلة. وسيدرك هذا الابن سريعا ضعف أبيه وبالتالي فإن معاركه التي كان من المفترض أن يقارع فيها أباه والتي كان سيطور بها شخصيته إما أنها ما عادت تحصل أو أنها تحصل ولكن بصورة ضعيفة. ولذا فإن النظام الرأسمالي المتقدم يولد شخصيات نرجسية ضعيفة يستبد بها القلق والتطلع إلى القدوة القوية للاقتران بها. و لما كانت تلك القدوة غير موجودة في البيت فلابد والحال هذه نشدانها في العالم الخارجي وقد تكون تلك الشخصية مطربا مشهورا أو رياضيا معروفا بيد أن تلك الشخصية القوية قد تكون شخصية مشؤومة كأن تكون قائدا سياسيا قويا كهتلر أو ستالين أو حزبا سياسيا متطرفا. و لما كانت الشخصية في هذه الحالة ضعيفة فإن نوازع اللاشعور تكون أقرب إلى السطح وأكثر قابلية للاستغلال من قبل مثل هذه القوى. ---------------- إذا لم تتمكن الدولة من إيجاد السبل الكفيلة للتوفيق بين المصالح المتضاربة لمواطنيها الذين تحكمهم فإنها عندئذ سوف تفقد شرعيتها في أعينهم لأنها فشلت في مهمتها الأساسية ومن ثم يصبح مبرر وجودها موضع تساؤل ------------------- فالحاجة إلى أن يكون لكل ذلك معنى قوية جدا والشك ليس دائما سهل الاحتمال. وقد يكون من المهم أحيانا أن نقف ضد البحث عن اليقين ومن المهم أحيانا أخرى القول بأن بعض الأمور تقترب من اليقين قدر ما يمكنها الاقتراب. لأن الناس عندما يعيشون معا يجدون »ظواهر طارئة « أي أشياء لا تنتج من تركيبهم البيولوجي أو الفيزيائي. وهذه الأشياء تشكل معا أهم المشكلات التي قد نواجهها بصفتنا جماعات أو أفرادا كالحرب والانتعاش والانكماش الاقتصاديين الفرص المتاحة أمامنا والمغلقة في وجوهنا ونحوها ----------------- وفي كل مرة تتغير بها رؤيتك للعالم ولو قليلا فإنك تبدأ برؤية أشياء كانت خافية عليك قبلا وقد تكون صلة ذلك التغير بالنشاط أو الحركة صلة غامضة إلا أنها مع ذلك صلة قائمة. فعلى سبيل ا لمثال لو أنك بدأت بالتفكير في المرض العقلي على اعتباره نتيجة للظروف الاجتماعية; أو التفكير حول الإضرابات بوصفها ظاهرة متأصلة في العلاقة القائمة بين العمال وأرباب العمل; أو بالنظام التعليمي باعتباره أداة أيديولوجية بيد الدولة أقول لو فكرت بهذه الأمور على هذه الشاكلة لتغيرت مواقفك منها. --------------------- أو يمكننا أن نرى التغير على أنه نتيجة لتطور النسق أو عملية تمايز وإعادة تكامل مستمرتين تؤديان إلى عاقبتين. الأولى أن القيم تصبح أكثر انفتاحا وذات وجوه عديدة إلى درجة أن هذه التعددية تصبح هي القيمة الشاملة ولذا يجد الإنسان أنه يلعب أدوارا تتزايد باستمرار والأمر الذي يشعره بالضحالة وبالحاجة إلى ما يشعره بالثقة (مع ما يتضمنه ذلك من التأرجح ما بين الشعور بالقوة ا لمطلقة والشعور باليأس). و يمكن تتبع هذه الحالة بواسطة الأفكار التفاعلية تلك الأفكار ا لمتعلقة بتعدد أشكال الذات وصعوبة توحيدها مع ما يرافق ذلك من صعوبات متزايدة أكثر فأكثر في السيطرة على العواطف. ويغدو التحليل النفسي في هذا المقام شكلا من أشكال التنشئة الاجتماعية للإنسان الراشد تمكنه من دمج أدوار وقيم أكثر تنوعا بكثير من تلك التي كان مسموحا بها في التنشئة الاجتماعية في مرحلة الطفولة. وهكذا نواجه مرة أخرى فكرة التحليل النفسي بوصفه وسيلة للضبط الاجتماعي --------------------- فالفهم يغير الإنسان الذي يفهم على الرغم من أنه ليس من الضروري أن يغير فهمه هذا ا لموقف الذي يفهمه. والتغير يتضمن القدرة على التعامل مع مجموعة من الاحتمالات تقبل اختلافات القائمة بينها حتى تعارضها التام. وهذه المقدرة يمكن اعتبارها دليلا على النضج دليلا على أن التعليم يوسع المدارك حسب القول القديم. والقدرة على النظر إلى العالم من عدة زوايا قد لا تتفق مع بعضها البعض هي مسألة تتعلق بتعلم المرء كيف يفكر ضد رأيه وبالانفتاح على العالم. وهذه موازية لعملية أكثر تعقيدا وهي عملية تكامل الشخصية ومواجهتها للآخرين في سياق نموها إلى مرحلة الرجولة. وهي العملية التي يتعلم من خلالها الإنسان ضبط نفسه والاحتفاظ بمشاعره ا لمتضاربة حيال شيء ما أو شخص ما تلك ا لمشاعر التي تتراوح في مداها بين الحب والكره أو بين الانجذاب والنفور ------------------
| |
|