Admin
Admin
عدد المشاركات : 49 تاريخ التسجيل : 17/09/2010
| موضوع: الإصغاء حالة روحية الأحد نوفمبر 28, 2010 5:44 am | |
| الصمت مرحلة يقف فيها الإنسان عندما يكون مذهولاً بأمر ما، أو عندما لا يوجد لديه إجابة عن سؤال، أو أنه لا يريد التكلم بالمطلق المؤقت. ولكن هل وضعت الإصغاء في لحظة ما على أنّه جزء من الصمت، ليس لأنه معتقد تعتنقه؛ بل لأنه هو أول شيء قد يحدث في أول الخلق؛ بل إنه الرقم (1) واحد على طريق الانبعاث (الولادة الجديدة). إذاً هو ليس فلسفة، ولا قناعاً، ولا ثوباً تتفاخر به، إنه أبعد من هذا بكثير، الإصغاء هو حالة ليست بأقل من حركة الموت والانبعاث، وقد يكون بداية لوعي جديد لأيّ إنسان . لذلك قد يجوز أنك غير مرتبط بماضٍ ما لا يستحقّ أن نتذكره، فإني أدعوك إلى أن تكون أيّ شيء، أيّ إنسان مُدين بما يشاء، لكن أدعوك إلى أن تكون الإنسان التقيّ بالمطلق، مع علمي بأنّه لا يوجد لغة أو فكر أو توصيف يصف الحقيقة بالمطلق، كقوله تعالى في كتابه العزيز. ومن هنا علينا أن نساعد بعضنا بعضاً في إدراك السكينة في أرواحنا، وذلك ليس من تعاليم ولا عقائد دينية أو قوانين محددة، ونستطيع أن نقول أيّ شيء. نستطيع أن نناقض أنفسنا في الليلة الواحدة مئات المرات.
إننا في حالة صعبة جداً. لأننا منذ ولدنا؛ بل منذ الليلة التي سكن فيها حبّ الله في قلوبنا، وقد اختفت الكراهية من داخلنا. (فلنجرب أن نكره) ستكون النتيجة أننا لا نستطيع، حتى لو تجلّى أمام نظرنا الشيطان والكافر بكامله، فلا يسعنا إلا أن نحبّ ونعلمْ. لماذا؟. لأنه لا يوجد خيار آخر، لأننا قبل أن نُقدِم على الكره يجب وجود الكراهية في قلوبنا، فالحبّ وحده الذي يسكننا، لذلك لا نستطيع أن نكره. واعلم أنّ من يحبّ لا يكره، ومن المستحيل أن يسكن قلبك الحب والكراهية معاً بعدأن سكن حبّ الله قلبك، ومِثْلُ ذلك الموت والحياة متناقضان، فالحب والكراهية لا يمكن أن يسكنا القلب نفسه أبداً إنني قد أجد في هذه العبارات فكراً جديداً.. إنني أحاول طرحرؤية جديدة لكلّ الأشياء، ربما أُخطئ، وربما أُصيب فكلّ الأشياء المحيطة بالإنسان يمكن أن تتغير وتتبدل، وذلك طرداً مع ما يملأ قلوبنا حباً أو كرهاً، فالفكر الذي ننضح به يتعلق مباشرة بما يسكن قلوبنا، واعلم قوله تعالى:» كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون»، فالحكمة التي راكمتها البشرية، بعضها فوق بعض، منها الهاسيدز، والصوفيه، واليوغا، والتاو، والتانترا، وكثير من هذه الأفكار التي وضعها الحكماء في العالم، واستمرت في طرح معادلة حياتية متجددة لأجل قيام عالَم بشري يترفع عن الأذى، ويجعل الحكمة الإلهية عنوانه، وطريقة للعيش والحفاظ على كرامة الإنسان التي حققها الله لنا، فعلى كلّ منّا السعي المباشر والمستمر لتلمّس طريقه في الزمن الحالي ليصل إلى المعنى الحقيقي لمعنى الحياة، كي نصل جميعاً إلى قدرة معيّنة نستطيع بها أن نخلق مناخات نوعية متميزة من البشرية، حيث نستطيع أن نرتقي بالروح (بأرواحنا)، كي تدرك الوجود والرابط الذي يربطها بهذا الكون؛ حتى نُسجت روحانيتنا مع العلمية، وأقصد التصوف والعلمية، والإنسان الحديث. فلنتأمل ليكون تأمّلنا فاعلاً، ويشغل جزءاً من حياتنا اليومية، هادفين إلى الوصول إلى الصفاء الروحي والنفسي كي نخرج من حالة الغربة والتغيب عن مركز الوجود. حتى لو كلّفَنا البحث عن الحقائق الكثير من شبابنا، فلنبحث عن الملاذ الآمن للحياة الطيبة الكريمة دون تلقين أحدٍ لنا معارف ومعلومات لا تخدم إلا ملقّنها في كثير من الأحيان، فلنبغ هذا المستوى من الكينونة الوجودية لحياتنا، ولنعش بالسلام الآمن من خلال التحرر من الفرضيات، واستباق أي حدث، أي شيء، ولنُطهِّر نفوسنا من رواسب ومفاهيم قد تجرّ لنا الويل لمجرد افتراضها، وإني أعلم أنّ تسعة وتسعين في المئة من الافتراضات لا تصحّ، فعلينا نحن أن نتأقلم مع عالم جديد بعد أن نصنعه، عالم يُبنَى على الحالة المعنوية والروحية، مستعملين فيه المادة وسيلةً وليست غاية، وندعو دائماً إلى التطوير النوعي للإنسان، والارتقاء بالروح الإنسانية إلى أبعد من عقد الثقافة ومفاهيمها السائدة، وندعو إلى التعرّف إلى الحياة بمعنويّتها من خلال العمل اليومي. ونضع ذاتنا الإنسانية، واختبار مدى أهميّتها في هذا الكون، ولنجعل جوهر الكيان الذي يتمتّع بمقدرة عجيبة على إضاءة العمق المظلم لنفسنا البشرية التي يعشعش داخلها الخوف والقلق، دعونا نترك هذا الجوهر يحكُم، مع الذات الإنسانية، حياتَنا بما يتناسب مع كلّ زمان ومكان، لأنّ الحياة لا تستقيم دون أن نظهر وجهنا الحقيقي الذي فطره الله على المحبّة والوفاء والإخلاص والطهارة.
بكلمتين على كلّ منّا السعي المباشر والمستمر لتلمّس طريقه في الزمن الحالي ليصل إلى المعنى الحقيقي لمعنى الحياة.
*صحيفة بلدنا السورية | |
|