مقامات

مقامات



مــــقـــام الــــصــــمــــت

كنتُ طفلا عندما رأيتك فارسا
وتاج النصر يزين هامتك
ابتسمتُ وسألتك دهشا:
من أنت؟
وضعتَ سبابتك فوق فيك
ثم قلتَ لي بعينيك:
أنت بمقام الصمت يا صغيري
فلاتنطقْ شيئا و أنت في حضرتي
ابتسمتُ مرة أخرى ثم قلتُ لك بعيني:
ولم؟
قلت لي عندها:
حتى لاتـُـفـقدك الأسئلة بياض الطفولة.
__
مقام الهيمنة

وقفَ وسط قلبه الزمردي ثم قال له
اسمعْ ليس عليكَ أن تُحدّدَ لنفسك أسلوبا
هذا قلمي و هذه ريشتي فخذهما و اهتدِ بهما
لاتشغلْ ذهنك بما تريدهُ نفسك
و إذا أردتَ أن تصلَ إلى مقام الهيمنة
فلا تعُمْ ضدّ شلالي و اتركني أجرفكَ
لاتبحثْ عني و دعني أُدهشكَ
لا تقبضِ الأشياء بين يديك
و انسَ انسَ كل شيء
اكتبْ و ارسم ما أريدُ لك
لا تغيرْ حرفا و لاخطا
ولاترهـبـْني فأنا قطبك
قطبُ الخيال و الإبداع
°°°
مقامات الزّخ و الرّج

مقامي
قُضي الأمر و أُلغيت العلامات
فلا تغـُرّنك َالفاصلة
و لا النقطةُ و لا المُـتعجّبه
فكلهن زائدات ولقولي
و نَـفَـسي مُشوشات
دعني بدونهن وحيدهْ
لاحبرا و لا قلما و لامزيدا
دعني في بحر البوح عنيده
دعني ألقي عليك قولا تحسبه غريبا
و أقرؤك حـرفا عـجيـبا
فإذا زخّت القصيدة بفؤادك زخّا
و رُجّت لها بُطينات قلبك رجّا
فيومئذ يهلّ ربيع و يليه ربيع
وتـخضرُّ بصحاريك أغصان يابسه
فهات إزارك و اجمع الغلة الزرقاء
و اخْـفِ عن الأنظار ياقوتتك الحمراء
فغدا تأتي الباكية و لن تكفيك من الوقت كافيهْ
مقامك
ألم يأتكِ حديث الدهر يا حبيبتي
ألم يخبرك بأن الناسَ عُمرٌ
يتوالى فيه الخريف بعد الخريف
و زمن يخرج منه في كل سنة ربيـع واحـد
و أنت يا معشوقتي تبشرين بسماء تمطر أحرفا
و بأرض و أشهر يهلّ فيها ربيع وراء ربيع
فماجدوى الخُضرة بدون ساعة حصاد واحده
وما جـدوى الـزّخ و الرّج و أنت هناك بعيده
فأنت الصيف وأنت القمح و الزيتون
فتعالي إليّ نصنع من الدهر دفئا و حنطة ذهبيه
فمن يدري فقد تأتي الباكية ولن تكفينا من الوقت كافيه
مقامنا
لمَ كلما اقتربــت ُ و حاولت الهطول بقلبك
تجــرّ ُني إلى مقام العتاب يا حبيبي
بشّرتُـك بي فأنا من الهناك قادمــه
و قلت لك أنا الـزّخ و أنا المـطر
أنا الــرّج أنا القــصيـده
وأنا ياقوتتك الحمراء و نخلك الـناري
و ربيعك الأول و العاشر و أنت لاتصمت
ولا تصغي ولا تــرى أن لكل امرئ باكـيه
و أن الصيف لا يأتي قبل خريف أو شتاء أو ربيع
فعــلامَ العــجــلة يا صاحب الغوايه
ولم الخوف و القلق من سماء لاتمطر نقطا
و فواصل و علامات و أرقاما
لم الخوف من أرض يتبرعم فوقها الهمس
هيا قم وانـثـُرْ بَـْرقـي وانثــرني
فالحرف بدون الــزّخ عارف أهوج
ينصب فاعلا و يرفع مفعولا
و بــدَلٌ أعمى يحسب المبتدأ خبرا
و الفاعل اسما و الضَمّ كسرا
قم و كن أنا كن ربيعا دائما كن قصيده
و لا تكن ظلاما يقضم الرّج و النار و النور
و يحسب عمر الخلق صدرا بخيلا
يعطي ربيعا واحدا و صيفا واحدا
___