sarona عضو برونزي
عدد المشاركات : 262 تاريخ التسجيل : 07/11/2010 الموقع : مممكه الممكرممه
| موضوع: لآ تَكنْ كالْطبلِ الأَجْوف الأربعاء فبراير 16, 2011 6:07 am | |
| لا تكن كالطبل الأجوف
( مقال )
دخل معي أحدهم في جدال غريب عجيب لم أعرف أوله من نهايته..بل لم تتحدد لدي معالم الحوار الذي هو داخل معي فيه، فقلت في نفسي لعل ذلك قصوراً في ذهني لاستيعاب تلك الأفكار التي صعب علي فهمها من خلال حديثه، ولكني ما لبثت أن اكتشفت إنه لا وجود لأفكار واضحة ولا وجود لأسلوب عقلاني وإنما هو الجدل العقيم والانفعال الواضح اللذان أصبحا مقترنين بألسنة كثير من الناس. لقد أصبح الكثيرون منا يمررون خلافاتهم السابقة وعصبيتهم الواضحة وتعابيرهم الغاضبة واستياءهم من الوضع العام والخاص لهم من خلال نقاشهم مع أي أحد في أي موضوع ولعل هذا هو الذي يجعل أحدهم يصرخ أثناء النقاش ويرفع صوته ويحمر وجهه ويغلظ صوته وكأنه يرى فيك ( شارون ) أو يرى فيك ضعفه وذله وفشله فيصب عليك جام غضبه وسخطه. إن خلط الأوراق مشكلة يعاني منها الكثيرون وهو إن صح التعبير ( مرض ) ينبغي معالجته في عموم الناس وخواصهم وبالأخص المثقفين منهم أو الإعلاميين الموجودين في مواجهة مباشرة مع الناس وبالتالي يسهل عليهم تمرير أمراضهم تلك إلى العامة فيتعلم منها الناس..تلك العادات السيئة في النقاش وفي حل المشاكل. إن الزوجة عندما تغضب من زوجها فإنها تفرغ غضبها في أولادها وهو سلوك خاطئ جداً، والزوج عندما يغضب من زوجته فإنه يفرغ غضبه في المراجعين الذين يستقبلهم في عمله ، وهناك من الأعمال التي كثر فيها هذا السلوك وأصبح جلياً بل وزادت دائرة الخطأ فيه ألا وهو التدريس .. فالمدرس أصبح يتعامل مع طلبته وفق أهواء وعواطف..فيفجر فيهم سخطه وغضبه بل وحقده أحياناً إذا ما مورس بحقه أي لون من ألوان الاضطهاد الوظيفي أو المجتمعي أو حتى عندما يقوم مالك العمارة التي يقطن فيها بزيادة إيجار الشقة التي يسكنها هذا المدرس، مما يشكل نتيجة عكسية نلاحظ أثرها السيئ في طلابنا وفي التعليم بشكل عام. إن الطفل عندما يجد أبواه يتعاملان على هذا الأساس من اللاعقلانية في التعامل سوف يطغى عليه هذا السلوك بلا وعي منه ولا إدراك ، فعندما يجد والده يضرب والدته ويجد والدته تفرغ سخطها وغضبها في أولادها قولاً بالشتم والسب واللعن – والعياذ بالله – أو فعلاً بالضرب والعقاب والحرمان من الأكل فإن الطفل بتلقائية يفرغ تلك التعبيرات الغاضبة تجاه أخوه الأصغر أم باتجاه الخادمة أو أطفال الجيران أو حتى من خلال انطوائيته في المدرسة وسخطه على جو الفصل الدراسي فتجده لا يشارك ولا يتفاعل..بل يشاغب ويتلفظ بأقذر الألفاظ وأغربها. إن علاقة الناس بالناس هي علاقة تبادلية في جميع الأحيان فلا يجب أن نغفل عن أهمية دور علاقة وتأثيرها في علاقة أخرى قريبة لها، ولعل ما أريد قوله هو أننا يجب أن نتعلم كيف نتحكم أكثر في عواطفنا وانفعالاتنا لا أن نفلتها على الإطلاق لتصيب من له ذنب ومن لا ذنب له، ولو أمكننا التحكم في ذلك لأصبحنا قادرين على السيطرة أثناء التحدث والنقاش مع الآخرين دون وجود رواسب من أي نوع قد تؤثر سلباً على سير حديثنا أو نقاشنا معهم، لنتمكن من الوصول إلى نتيجة مفيدة لأحاديثنا وكلامنا مع الآخرين. إذن فلنتحرر من تلك الانفعالات التي كبلتنا فأصبحنا غوغائيين في الحديث وكأن لسان حال أحدهم يقول ( خذوهم بالصوت ) وهذا بالطبع مبدأ خاطئ لأن الذي يرفع صوته إنما يعبر عن فراغ عقله..فلا تكن عزيزي كالطبل الأجوف فالطبل الأجوف يصدر صوتاً عالياً ولهذا تجد أن العقلاء دائماً ما يتحدثون بنبرة عادية هادئة تدلل على رجاحة فكرهم وعقليتهم السليمة. </I>
| |
|
ßàƫǒǭļãħ عضو مشارك
عدد المشاركات : 37 تاريخ التسجيل : 04/12/2010 الموقع : ( الاردن _ اربد )
| موضوع: رد: لآ تَكنْ كالْطبلِ الأَجْوف الخميس مارس 10, 2011 6:25 pm | |
| | |
|