هل لاحظت أن “بعض الناس” لا يسمنون مهما أكلوا ومهما بلغ بهم الكسل وقلة الحركة؟
وهل لاحظت أن البدناء يقفون دائما عند وزن معين ورقم ثابت لا يسمنون بعده مهما أكلوا؟
وهل لاحظت أيضا أن كل من عمل “ريجيما” يعود بسرعة إلى وزنه السابق ثم يستقر عنده ،
كل هذه الحالات تؤكد وجود رقم معين ، ومؤشر خاص ، وزن مفضل يتوازن عنده الجسم ويستقر عليه
ورغم وجود عوامل كثيرة تحدد لكل إنسان مؤشره الخاص إلا أن العامل الأساسي والحاسم هو ما يعرف بمعدل التأيض.
والتأيض (Metabolism) كلمة تطلق على عملية تفكيك المواد الكيميائية في الطعام لاستخراج الطاقة التي يحتاجها الجسم ،
وانخفاض معدل التأيض يعني انخفاض معدل حرق السعرات الحرارية المستخرجة من الطعام وبالتالي تخزين
المتبقي كشحوم (وهي المشكلة التي يعاني منها البدناء عموما) ، أما ارتفاع معدل التأيض فمعناه زيادة حرق السعرات المستخرجة
من الطعام وبالتالي عدم توفر فائض يمكن تخزينه في الجسم (ولهذا السبب لا يسمن بعض الناس مهما أكلوا).
وبما أنك جربت شتى أنواع الريجيم والحرمان فقد أن الآوان للتفكير بطريقة مختلفة (لتخلص من السمنة) تعتمد على تنشيط
عملية التأيض لديك وخفض مؤشر الوزن الذي يرتاح جسمك عنده ، فهناك طرق كثيرة للرفع من عملية التأيض ونذكر أهم خمسة منها:
1. تناول إفطارا جيدا من حيث الكم والنوع ، فقد ثبت أن عدم تناول الإفطار يفزع مركز الجوع في الدماغ فيعتقد
أنك تمر بحالة “مجاعة” فيخفض معدل التأيض وهو ما يشعرك بالوهن ، كما يعمد لتخزين معظم ما ستناوله
لاحقا لاستعماله وقت الطوارئ. أما حين يحدث العكس وتناول إفطارا جيدا فيشعر بالاطمئنان ويصرف
معظم الطعام كطاقة خلال النهار دون تخزين شيء منه وهو ما يشعرك بالنشاط ويتعامل مع أي وجبة تالية بنفس الفعالية والمستوى.
2. مراعاة فترات ارتفاع وانخفاض عملية التأيض خلال اليوم ، فتناولُ إفطار جيد لا يفيد فقط في طمأنة
مركز الجوع في الدماغ ويخرجه من حالة الاستعداد للمجاعة المفترضة ، بل وأيضا لأن أجسادنا تكون
في أول النهار أكثر استعدادا لحرق معظم السعرات الحرارية ، كي يتاح استخدامها والاستفادة منها لآخر النهار.
أما حين يحل المساء فينخفض معدل التأيض حيث لا يتبقى في اليوم مايكفي لاستعمالها وبالتالي يعمد الجسم لتخزين
الفائض منها وهو مايثبت خطأ أكل الوجبات الدسمة ليلا.